قال الإمام سفيان الثوري: (إنما العلم الرخصة من ثقة ، أما التشديد فيحسنه كل أحد).

التشديد في حقيقته هو الاجتهاد الأسهل وليس الاجتهاد الأفضل

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

طلب العلم


إن الله فرض طلب العلم علي كل مسلم بما تستقيم به دنياه وتصلح به آخرته , وحكم المسلمة في ذلك حكم المسلم. والدنيا هي مزرعة المسلم والمسلمة للآخرة فإذا عمراها أكمل عمارة وأطهر عمارة كان لهما الجزاء الأوفي يوم القيامة.


وهل من سبيل إلي طلب العلم الذي ينير العقول وإلي نشدان العظة البليغة المؤثرة التي توقظ القلوب بغير لقاء العلماء؟ ولذلك حرص النساء الصحابيات علي لقاء الرسول لتلقي العلم من أعلي مصادره كما حرص الرجال من الصحابة والتابعين علي لقاء نساء النبي صلي الله عليه وسلم من أجل أخذ العلم من مصدر هو من أغني مصادره بعد وفاة الرسول الكريم. وما دام عصر الرسول هو عصر القدوة الحسنة فينبغي أن تمضي هذه السنة الصالحة أبدا. ويظل المسلمون رجالا ونساء يحرصون علي المصادر العالية سواء كان المصدر رجلا أو امرأة. ولا يَصُدَّنَّ النساء عن طلب العلم أن يكون الأستاذ الكبير والمعلم الجليل رجلا ولا يصدن الرجال عن طلب العلم أن يكون الأستاذ والمعلم امرأة.

النساء يطلبن من رسول الله حديثا خاصا:

• عن أبي سعيد الخدري جاءت امرأة إلي رسول الله فقالت : يارسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما ... فقال: اجتمعن يوم كذا و كذا .. فاجتمعن فأتاهن....( رواه البخاري ومسلم )

هذا اليوم المخصص للنساء كان زيادة علي مشاركتهن الرجال في سماع خطب رسول الله في المسجد.

النساء يحاورن الرجال في أمور العلم:

• عن عبد الله بن مسعود قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. فبلغ ذلك امرأة من بني أسد. يقال لها أم يعقوب فجا ءت فقالت: إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله ومن هو في كتاب الله؟ فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول فقال: لئن قرأته لقد وجدته أما قرأت {وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} قالت: بلي. قال : فإنه قد نهي عنه. قالت : فإني أري أهلك يفعلونه. قال : فاذهبي فانظري فذهبت فنظرت , فلم تري من حاجتها شيئا. فقال : لو كان كذلك ما جامعتها.(رواه البخاري ومسلم)

ما جامَعْتُها : ما صاحبتها

الرجال يطلبون العلم بالسنة من أمهات المؤمنين:

• عن ثمامة قال : لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ فدعت عائشة جارية حبشية لها فقالت : سل هذه فإنها كانت تنبذ لرسول الله ... (رواه مسلم)

• عن عبد الله بن صفوان قال : أخبرتني حفصة أنها سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول : لَيَؤمَّن هذا البيت جيش يغزونه..(رواه مسلم)

الرجال يحتكمون عند اختلافهم إلي النساء:

• عن طاووس قال : كنت مع ابن عباس إذ قال زيد بن ثابت : تفتي أن تصدر الحائض قبل أن يكون آخر عهدها بالبيت؟ فقال له ابن عباس : إما لا , فسل فلانة الأنصارية هل أمرها بذلك رسول الله ؟ قال : فرجع زيد بن ثابت إلي ابن عباس وهو يقول : ما أراك إلا صدقت. (رواه مسلم)

*****
من كتاب ((تحرير المرأة في عصر الرسالة))
عبد الحليم أبو شقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق