قال الإمام سفيان الثوري: (إنما العلم الرخصة من ثقة ، أما التشديد فيحسنه كل أحد).

التشديد في حقيقته هو الاجتهاد الأسهل وليس الاجتهاد الأفضل

الأحد، 11 ديسمبر 2011

حول الحجاب الوارد في قوله تعالي {فاسألوهن من وراء حجاب}

قال تعالي: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنْتَشِرُواْ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ ٱلْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوۤاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيماً (53) إِن تُبْدُواْ شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ً(54) لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِيۤ آبَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلاَ نِسَآئِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً}.
متاعاً : المتاع كل ما ينتفع به
.

هذه هي آية الحجاب , فعن أنس بن مالك في حديث سبب نزول الآية قال :"فأنزل الله تعالي آية الحجاب" . وقول عائشة رضي الله عنها في "حديث الإفك" : (وكان يراني قبل الحجاب) أي قبل نزول "آية الحجاب".

الآية تتحدث صراحة عن بيوت وأزواج النبي صلي الله عليه وسلم وليس بيوت وأزواج عامة المسلمين.

قال ابن عاشور : وضمير {سألتموهن} عائد إلى الأزواج المفهوم من ذِكر البيوت في قوله {بيوت النبي}.


معني الحجاب :

الحجاب ورد فى معاجم اللغة مثل لسان العرب , تاج العروس , ... بعبارات متشابهة:
                                         
  •  حَجَبهُ يَحْجُبُه حَجْباً وحِجاباً : سَتَرَهُ كحَجّبَهُ وقَدِ احْتَجَبَ وتَحَجَّبَ إذا اكْتَنَّ من وَرَاءِ الحِجَابِ ( والوراء: مكان الخلف ) وامرأَةٌ محْجُوبَةٌ ومُحَجَّبةٌ للمُبالَغَةِ قَدْ سُتِرتْ بِسِتْرٍ  (لاحظ هنا أنه لم يقل بلباس)
  •  وامْرَأَةٌ مُحَجَّبَةٌ كمعظَّمة شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ : كَمُخَدَّرَةٍ ومُخَبَّاَةٍ
  • والحَجابُ اسمُ ما احْتُجِبَ به وكلُّ ما حالَ بين شيئين حِجابٌ
  •  والأصل في الحِجَابِ: جسم حائل بين جسدين
  • واحْتَجَبَ المَلِكُ عن الناس ومَلِكٌ مُحَجَّبٌ 
  •  الحِجَابُ السِتر وحَجَبَهُ منعه من الدخول


(من وراء حجاب) , والوراء: مكان الخلف وهو مكان نسبي باعتبار المتجه إلى جهة , فوراء الحجاب بالنسبة للمتجهين إليه , فالمسؤولة مستقبلة حجابها والسائل من وراء حجابها وبالعكس.


الحجاب الوارد في الآية الكريمة {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} هو الستر الذي تجلس خلفه المرأة المحجبة والاحتجاب يعني حديث الرجال الأجانب لنساء النبي صلي الله عليه وسلم من وراء حجاب فلا يرون شخوصهن. وقد أذن لهن في الخروج للحاجة الماسة , وعندها يجب عليهن أن يغطين وجوههن فضلا عن بقية البدن.أي أن المعني الأصلي للاحتجاب هو منع نساء النبي صلي الله عليه وسلم من لقاء الرجال الأجانب دون حجاب والابتعاد بشخوصهن تماماً عن أبصار الرجال.أما الستر الكامل للبدن مع الوجه عند الخروج للحاجة فإنه بديل مؤقّت عن الاحتجاب الذي بيناه.


وهكذا يكون للحجاب صورتان :


الأولي : صورة أصلية داخل البيت وهي محادثة الأجانب من وراء ستار.
الثانية : صورة فرعية خارج البيت وهي ستر الوجه مع سائر البدن , وهذا إن لم تستطع ستر شخصها خارج البيت.

 أي أن الأصل هو ستر الشخص واحتجابه عن نظر الرجال سواء داخل البيت أو خارجه.اللهم إلا عند الحاجة إلي المشي وما إليه.

ورد في تفسير البغوي لقوله تعالي : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} : أي من وراء ستر , فبعد آية الحجاب لم يكن لأحد أن ينظر إلي امرأة رسول الله متنقبة أو غير متنقبة .


تاريخ نزول آية الحجاب :

إن نزول آية الحجاب كان علي الأرجح سنة خمس من الهجرة كما أورد صاحب الطبقات الكبري.


نلحظ أن الله تعالي استثني نساء النبي صلي الله عليه وسلم من الإحتجاب وذلك في قوله تعالي : {لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ.. } بينما استثني محارم نساء المسلمين من إخفاء الزينة فحسب وذلك في قوله تعالي : {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءابَائِهِنَّ أَوْ ءابَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ.... }.

نلحظ عدم ذكر "بعولتهن" الذين ورد ذكرهم في آية سورة النور ـ حيث الخطاب فيها لعامة النساء ـ ولكل واحدة "بعل"، أما في حالة أمهات المؤمنين ـ والحجاب خاص بهن ـ فلا مجال لذكر "بعولتهن" لأن لهن جميعاً بعلاً واحداً وهو النبي صلي الله عليه وسلم .


البيان اللغوي في استعمال بني وأبناء: د.فاضل السامرائى



بني (بنو بالرفع) أكثر من أبناء من حيث العدد.

الفرق بين الآيتين: لو لاحظنا آية النور التي فيها (بني) , نساء المؤمنين كثير , بني أخواتهن وبني إخوانهن فقال بني. بينما في آية الأحزاب التي فيها (أبناء) فالخطاب لنساء النبي صلي الله عليه وسلم , أبناء إخوانهن وأبناء أخواتهن , وهن قليلات بالنسبة لنساء المؤمنين فقال أبناء لأن أبناء أقل من بني.


اختصاص لفظ الحجاب في صحيحي البخاري ومسلم بأمهات المؤمنين


تبين من مراجعة صحيحي البخاري ومسلم وكتب السنة الأخري أن لفظ الحجاب وفي معناه المنصوص عليه في الآية {فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ} لم يرد إلا مرتبطاً بنساء النبي صلي الله عليه وسلم وفيما يلي بعض نصوص البخاري ومسلم :



أولاً : علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم 

• عن عمر : قلت يارسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب ... فأنزل الله آية الحجاب.

• عن أنس قال : لما تزوج رسول الله زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون... فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلي الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا فجاء حتي دخل فذهبت أدخل فألقي الحجاب بيني وبينه فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي}, وزاد مسلم في روايته : وحجبن نساء النبي صلي الله عليه وسلم .
• عن عائشة قالت : جاء عمي من الرضاعة فاستأذن علي فأبيت أن آذن له حتي أسأل رسول الله... وذلك بعد أن ضرب علينا الحجاب , وفي رواية مسلم : استأذن عليها فحجبته فأخبرت رسول الله فقال لها : لاتحتجبي منه.
• عن أنس قال : أقام النبي صلي الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاثا يبني عليه بصفية بنت حيي...قال المسلمون : إحدي أمهات المؤمنين أو مما ملكت يمينه , فقالوا إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه, فلما ارتحل وطأ لها خلفه ومد الحجاب بينها وبين الناس. ( رواه البخاري ومسلم )
وطأ لها خلفه : مهد لها فراشا خلفه

هنا الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعرفون النساء اللاتي تزوجهن النبي صلى الله عليه وسلم بأنهن داخلات في مسمى أمهات المؤمنين بضرب الحجاب عليهن ويفرقون بذلك بينهن وبين ملك يمينه.
إن صفية رضي الله عنها حين خرجت من البيت وركبت في حضور الصحابة كانت مستورة البدن قطعا ,فما الحاجة لقول الصحابة : إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين؟ وما حاجة الرسول صلي الله عليه وسلم لأن ( يمد الحجاب بينها وبين الناس ) إلا أن يعني الحجاب ما هو أكثر من ستر البدن؟

• عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث قال : ... فلما صلي رسول الله الظهر سبقناه (أي عبد المطلب والفضل بن العباس) إلي الحجرة فقمنا عندها حتي جاء فأخذ بآذاننا ... فسكت طويلا حتي أردنا أن نكلمه وجعلت زينب تُلْمِع إلينا من وراء حجاب أن لا تكلماه ...(رواه مسلم)
تلمع إلينا : ألمع ولمع إذا أشار بثوبه أو بيده

• عن عائشة قالت : كان يدخل علي أزواج النبي صلي الله عليه وسلم مُخَنّث فكانو يعدونه من غير أولي الإربة ... فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ألا أري هذا يعرف ما ها هنا , لا يدخلن عليكن.قالت فحجبوه.(رواه مسلم)
• عن أبي موسي الأشعري : ... فنادت أم سلمة من وراء الستر أن أفضلا لأمكما.(رواه البخاري ومسلم)
• عن بن مسعود يقول : قال لي رسول الله : اذنك علي أن يرفع الحجاب.( رواه مسلم )
• عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم أقام على صفية بنت حيي بطريق خيبر ثلاثة أيام حتى أعرس بها وكانت فيمن ضرب عليها الحجاب .( رواه البخاري )

لو كانت نساء النبيّ صلي الله عليه وسلم مثل سائر النساء في شأن الحجاب فما فائدة قول أنس هذا؟!.

• عن جابر بن عبد الله قال : كنت جالسا في داري فمر بي رسول الله فأشار إلي , فقمت إليه فأحذ بيدي , فانطلقنا حتي أتي بعض حجر نسائه فدخل ثم أذن لي فدخلت الحجاب عليها. ( رواه مسلم )
• عن عائشة رضي الله عنها قالت : اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام فقال سعد هذا يارسول الله ابن أخي عتبة بن أبي وقاص عهد إلي أنه ابنه انظر إلي شبهه.وقال عبد بن زمعة هذا أخي يارسول الله ولد علي فراش أبي من وليدته.فنظر رسول الله إلي شبهه فرأي شبها بينا بعتبة فقال : هو لك يا عبد , الولد للفراش وللعاهر الحجر , واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة , فلم تره سودة قط.(رواه البخاري ومسلم)

وفي رواية ( قال رسول الله احتجبي منه يا سودة بنت زمعة مما رأى من شبهه بعتبة وكانت سودة زوج النبي ( رواه مسلم ) ).

ثانياً : علي عهد الصحابة


• عن مسروق أنه أتي عائشة فقال لها : يا أم المؤمنين إن رجلا ً يبعث بالهدي إلي الكعبة ويجلس في المصر فيوصي أن تقلد بدنته فلا يزال من ذلك اليوم محرما حتي يحل الناس؟ قال : فسمعت تصفيقها من وراء الحجاب فقالت : لقد كنت أفتل قلائد رسول الله فيبعث هديه إلي الكعبة فما يحرم عليه مما حل للرجال من أهله حتي يرجع الناس.(رواه البخاري ومسلم )

• عن عوف بن الطفيل قال : فأقبل به ( أي بعبد الله بن الزبير ) المسور وعبد الرحمن مشتملين بأرديتهما حتي أستأذنا علي عائشة فقالا : السلام عليك ورحمة الله وبركاته أندخل؟ قالت عائشة : ادخلوا, قالوا : كلنا؟ قالت نعم ادخلوا كلكم ولاتعلم أن معهما بن الزبير, فلما دخلوا دخل بن الزبير الحجاب.(رواه البخاري )
الذي اقتحم الحجاب بن الزبير.

• عن أبي سلمة قال : دخلت أنا وأخو عائشة علي عائشة فسألها أخوها عن غسل النبي ( رواه مسلم ) فدعت بإناء نحو من صاع فاغتسلت وأفاضت علي رأسها وبيننا وبينها حجاب.( رواه البخاري )
• وفي حديث ابن جريج عن عطاء : وكنت آتي عائشة أنا وعبيد بن عمير وهي مجاورة في جوف ثبير, قلت وما حجابها ؟ قال : هي قبة تركية لها غشاء وما بيننا وبينها غير ذلك. ( رواه البخاري )
• عن يوسف بن عاصم قال : كان مروان علي الحجاز , استعمل معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه.فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا فقال : خذوه. فدخل بيت عاشة فلم يقدروا عليه فقال مروان : إن هذا الذي أنزل فيه : {والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني} فقالت عائشة من وراء حجاب : ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عُذْري.(رواه البخاري)



كرائم الصحابيات يلقين الرجال دون حجاب 

الوقائع التالية بعد نزول آية الحجاب


أسماء بنت عميسهي زوجة جعفر ابن أبي طالب.
• عن أبي موسي قال : بلغنا مخرج النبي صلي الله عليه وسلم ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه... فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلي النجاشي فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتي قدمنا جميعا فوافقنا النبي صلي الله عليه وسلم حين فتح خيبر( سنة 7 هـ) وكان أناس من الناس يقولون لنا سبقناكم بالهجرة, ودخلت أسماء بنت عميس, وهي ممن قدم معنا, علي حفصة زوج النبي زائرة وقد كانت هاجرت إلي النجاشي فيمن هاجر, فدخل عمر علي حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأي أسماء : من هذه؟ قالت : أسماء بنت عميس , قال عمر : الحبشية هذه؟ البحرية هذه؟ قالت أسماء : نعم , قال سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم, فغضبت.... فلما جاء النبي صلي الله عليه وسلم قالت : يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا ....قال : ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان. قالت: فلقد رأيت أبا موسى، وأهل السفينة، يأتوني أرسالا يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم، مما قال لهم النبي صلي الله عليه وسلم .قال أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني.(رواه البخاري ومسلم)

ثم كانت زوجة لأبي بكرالصديق

• عن عبد الله بن عمرو بن العاص:... أن نفراً من بني هاشم دخلوا علي أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك, فذكر ذلك لرسول الله وقال : لم أري إلا خيراً, فقال رسول الله : إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله علي المنبر فقال : (( لايدخلن رجل بعد يومي هذا علي مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان )). ( رواه مسلم )

وكأن رسول الله يريد أن يقول إن دخول الجماعة من الرجال علي المرأة مما يبعد الشبهة وهذا مما يطمئن قلب أبي بكر حيث كان الداخلون علي أسماء جماعة.
وقد روي الطبراني عن قيس بن أبي حازم قال : دخلنا علي أبي بكر في مرضه فرأيت عنده امرأة بيضاء موشومة اليدين تذب عنه وهي أسماء بنت عميس .

ثم كانت زوجة لعلي بن أبي طالب
• عن تميم بن أبي سلمة : أن عمرو بن العاص أقبل إلي بيت علي بن أبي طالب في حاجة فلم يجد عليا فرجع ثم عاد فلم يجده مرتين أو ثلاثا فجاء علي فقال له : أما استطعت إذ كانت حاجتك إليها أن تدخل ؟فقال نُهينا أن ندخل عليهن إلا بإذن أزواجهن.(الأحاديث الصحيحة للألباني)

أسماء بنت أبي بكر 
• عن أسماء بنت أبي بكر قالت : دخلت علي عائشة والناس يصلون...فأطال رسول الله جدا حتي تجلاني الغشي... ولغط نسوة من الأنصار فانكفأت إليهن لأسكتهن... وفي رواية : قام رسول الله خطيباً فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة.( رواه البخاري ومسلم )

وقد ساقه النسائي والإسماعيلي من الوجه الذي أخرجه البخاري فزاد بعد قوله ضجة : ( حالت بيني وبين أن أفهم آخر كلام رسول الله فلما سكت ضجيجهم قلت لرجل قريب مني أي بارك الله فيك ماذا قال رسول الله في آخر كلامه؟ قال : قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال.

الغميصاء بنت ملحان ( أم سليم ) 
• عن أنس بن مالك : كان رسول الله يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا , فيسقين الماء ويداوين الجرحي. ( رواه مسلم )
• عن أنس أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا ( سنة 8 ﻫ) ... قالت : اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه فجعل رسول الله يضحك...( رواه مسلم )

أم أيمن :زوجة زيد بن حارثة وولدت له أسامة ابن زيد.

• قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله يزورها فلما انتهينا إليها بكت فقالا لها ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله فقالت ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها.(رواه مسلم)

فاطمة بنت قيس وأم شريك 
• عن فاطمة بنت قيس :... فأمرها رسول الله أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال : تلك امرأة يغشاها أصحابي إعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمي تضعين ثيابك عنده. ( رواه مسلم )
عن الشعبي قال : دخلنا علي فاطمة بنت قيس فأتحفتنا برطب يقال له رطب بن طاب وأسقتنا سويق سلت فسألتها عن المطلقة ثلاث أين تعتد؟ قالت : طلقني بعلي فأذن لي النبي صلي الله عليه وسلم أن أعتد في أهلي.( رواه مسلم )

سبيعة بنت الحارث الأسلمية 
• عن سبيعة بنت الحارث أنها كانت تحت سعد بن خولة... فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته, فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب ( وعند الإمام أحمد اكتحلت واختضبت وتهيأت) فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك فقال لها: مالي أراك تجملت للخطاب؟ ترجين النكاح؟ فإنك والله ما أنت بناكح حتي تمر عليك أربعة أشهر وعشر , قالت سبيعة: فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت وأتيت رسول الله فسألته عن ذلك , فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي وأمرني بالتزوج إن بدا لي.(رواه البخاري ومسلم)

سعيرة الأسدية ( أم زُفَر) 
• عن عطاء بن رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلي, قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلي الله عليه وسلم قالت: إني أصرع , وإني أتكشف فادع الله لي قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت: أصبر, فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها.(رواه البخاري)

أم الفضل بنت الحارث 
• عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلي الله عليه وسلم فقال بعضهم : هو صائم , فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف علي بعيره فشربه.(رواه البخاري ومسلم)
قال الحافظ : وفي الحديث من الفوائد ... المناظرة في العلم بين الرجال والنساء.


من أقوال الفقهاء في خصوصية الحجاب بنساء النبي صلي الله عليه وسلم



1- قال أبو داود بعد إيراده قول رسول الله لزوجتيه أم سلمة وميمونة عند دخول بن أم مكتوم      ( إحتجبا منه , أفعمياوان أنتما ) : وهذه لأزواج النبي r خاصة ألا تري لإعتداد فاطمة بنت قيس عند بن أم مكتوم؟ وقد قال النبي لفاطمة : إعتدي عند بن أم مكتوم فإنه رجل أعمي تضعين ثيابك عنده.(سنن أبي داود كتاب اللباس  باب في قوله عز وجل وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن)

2- قال القرطبي في تفسير {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} تعليقا علي حديث ( أفعمياوان أنتما ) : ... هذا الحديث لايصح عند أهل النقل لأن راويه عن أم سلمة نبهان مولاها وهو ممن لايحتج بحديثه. وعلي تقدير صحته فإن ذلك منه عليه السلام تغليظ علي أزواجه لحرمتهن كما غلظ عليهن أمر الحجاب كما أشار اليه أبو داود وغيره من الأئمة.

والقرطبي يقصد هنا قول أبي داود : (وهذه لأزواج النبي صلي الله عليه وسلم خاصة).

3- قال الأثرم : قلت لأبي عبد الله ( يعني الإمام أحمد بن حنبل ) كأن حديث نبهان : ( أفعمياوان أنتما ) لأزواج النبي r خاصة وحديث فاطمة بنت قيس : ( إعتدي عند بن أم مكتوم ) لسائر الناس؟ قال : نعم. (المغني لابن قدامه كتاب النكاح)

4- قال بن قتيبة : ونحن نقول أن الله عز وجل أمر أزواج النبي r بالاحتجاب اذ أمرنا أن لا نكلمهن إلا من وراء حجاب فقال : ) وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ(... وهذه خاصة لأزواج رسول الله  كما خصصن بتحريم النكاح علي جميع المسلمين. (تأويل مختلف الحديث)

5- قال القاضي عياض في ( إكمال المعلم بفوائد مسلم)  : فرض الحجاب مما اختص به أزواج النبي r ولا خلاف فى فرضه عليهن فى الوجه والكفين الذي اختلف في ندب غيرهن إلى ستره فلا يجوز لهن كشف لشهادة ولا غيرها ولا يجوز لهن إظهار أشخاصهن وإن كن مستترات إلا ما دعت إليه الضرورة من الخروج للبراز كما جاء فى الحديث.وقد كن إذا قعدن للناس جلسن من وراء حجاب وإذا خرجن حجبن وسترن أشخاصهن. كما جاء فى حديث حفصة يوم موت عمر، ولما ماتت زينب صنع على نعشها قبة تستر جسمها. قال تعالى )وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ(. (كتاب السلام باب إباحة الخروج للنساء لقضاء حاجة الإنسان )

ندب هنا بمعنى: دعوة وحث.

فالقاضي ‏عياض رحمه الله يقول إن الحجاب فرض على أزواج النبي r بلا خلاف , وأنه يشمل ‏ستر البدن وستر الشخص ويجعل ذلك من خصائصهن ، فهنا أمران الأول :أن الحجاب عليهن ‏فرض بلا خلاف، والثاني :أنه يشمل تغطية الوجه والكفين فى عامة الأحوال، وستر الأشخاص ‏أي لا يرى شخصها وإن كانت مستترة سواء داخل البيت أو خارجه , إلا فى حال الخروج للغائط.

 وقال فى موضع آخر من الإكمال : (ولا خلاف أن فرض ستر الوجه مما اختص به أزواج النبى صلى الله عليه وسلم منذ نزل الحجاب). (كتاب الآداب باب نظر الفجأة)

وقد اعترض عليه الحافظ ابن حجر قال: " وليس فيما ذكره دليل على ما ادعاه من فرض ذلك عليهن ، وقد كن بعد النبي r يحججن ويطفن،وكان الصحابة ومن بعدهم يسمعون منهن الحديث ، وهن مستترات الأبدان لا الأشخاص ". وهذا الاعتراض في غير محلة ، فإن حجهن وطوافهن مما يتنزل منزلة الضرورة التي يجوز لهن فيها أن يظهرن شخوصهن ، كما هو الحال عند الخروج إلى البراز. ولا نعلم أحاديث تدل صراحة علي أنهن كن يكلمن الصحابة مستترات الأبدان لا الأشخاص لأن هذا يتعارض أصلا مع فرض الحجاب عليهن.

وقد أورد النووي كلام القاضي عياض في شرحه لصحيح مسلم ولم يعقب عليه بشيء , فهل هذا إقرار النووي لخصوصية الحجاب؟ الله أعلم.

كما أورد النووي في شرحة : (فقال هشام بن عروة كما ورد في الحديث : المراد بحاجتهن للخروج للغائط . لا لكل حاجة من أمور المعايش والله أعلم).

لنتأمل كيف قصرالحاجة علي الخروج للغائط , وهذا القصر خاص بأمهات المؤمنين , إذ لم يقل أحد بعدم خروج عامة النساء لحاجتهن من أمور المعايش , وذلك رفعا للحرج عن المؤمنين والمؤمنات.

كما أنه لا يجوز لهن كشف الوجه لشهادة بينما أقوال الفقهاء تجيز للمرأة كشف وجهها فى الشهادة. وكل هذا دال على الخصوصية.

6- المهلب أحد شراح البخاري: ... الحجاب إنما هو في حق أزواج النبي r خاصة(فتح الباري كتاب النكاح)

7- قال ابن بطال : ... إن نساء المؤمنين ليس عليهن من الحجاب مايلزم أزواج النبي r(فتح الباري كتاب الاستئذان باب قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم)

8- عَنْ مُجَاهِدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: )وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا( ، قَالَ: أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ الْحِجَابُ.(تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي)

9- أخرج الطبرى عن قتادة في قوله )يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ( إلى قوله )غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ( قال : غير متحينين طعامه ولكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا طعمتم فانتشروا قال : كان هذا في بيت أم سلمة رضي الله عنها أكلوا ثم أطالوا الحديث فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يخرج ويدخل ويستحي منهم والله لا يستحي من الحق )وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ( قال:بلغنا أنهن أمرن بالحجاب عند ذلك.)لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِيۤ آبَآئِهِنَّ ( قال :فرخص لهن أن لا يحتجبن من هؤلاء.

10- ويقول ابن جزي الكلبي في "التسهيل لعلوم التنزيل" :
)وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ( المتاع الحاجة من الأثاث وغيره، وهذه الآية نزلت في احتجاب أزواج النبي r ، وسببها ما رواه أنس من قعود القوم يوم الوليمة في بيت زينب، وقيل: " سببها أنّ عمر بن الخطاب أشار على رسول الله r بأن يحجب نساءه، فنزلت الآية موافقة لقول عمر " ، قال بعضهم لما نزلت في أمهات المؤمنين )وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ(  كن لا يجوز للناس كلامهن إلا من وراء حجاب، ولا يجوز أن يراهن متنقبات ولا غير متنقبات، فخصصن بذلك دون سائر النساء ) ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ( يريد أنقى من الخواطر التي تعرض للرجال في أمر النساء والنساء في أمر الرجال ) وَلاَ أَن تَنكِحُوۤاْ أَزْوَاجَهُ ( سببها أن بعض الناس قالوا: لو مات رسول الله r لتزوّجت عائشة، فحرم الله على الناس تزوج نسائه بعده كرامة له r.

11- وقال النحاس في معاني القرآن : وقوله جل وعز )وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ(  فكان لا يحل لأحد أن يسألهن طعاما ولا غيره ولا ينظر إليهن متنقبات ولا غير متنقبات إلا من وراء حجاب.انتهى.

12. أخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال: نزل الحجاب مبتنى رسول الله بزينب بنت جحش رضي الله عنها وذلك سنة خمس من الهجرة وحجب نساؤه من يومئذ وأنا ابن خمس عشر. )تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي)

13. وأخرج ابن سعد عن صالح بن كيسان قال: نزل حجاب رسول الله على نسائه في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة. )تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي)

14. أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لا جناح عليهن في آبائهن حتى بلغ ولا نسائهن قال: أنزلت هذه الآية في نساء النبي خاصة وقوله نسائهن يعني نساء المسلمات أو ما ملكت أيمانهن من المماليك والإماء ورخص لهن أن يروهن بعد ما ضرب الحجاب عليهن. )تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي)


15. قال الطاهر بن عاشور: وهذه الآية هي شارعة حكم حجاب أمهات المؤمنين، وقد قيل: إنها نزلت في ذي القعدة سنة خمس.
وبهذه الآية مع الآية التي تقدمتها من قوله )يا نساء النبي لستن كأحد من النساء( تحقق معنى الحجاب لأمهات المؤمنين المركب من ملازمتهن بيوتهن وعدم ظهور شيء من ذواتهن حتى الوجه والكفين، وهو حجاب خاص بهن لا يجب على غيرهن، وكان المسلمون يقتدون بأمهات المؤمنين ورعا وهم متفاوتون في ذلك على حسب العادات.

16. قال الطحاوي في شرح معاني الاثار في معرض رده على من أجاز للعبد النظر إلى شعر مولاته : (وكان من الحجة لهم في ذلك أن قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكروا في حديث أم سلمة ـ أي حديث : ((إذا كان لإحداكن مكاتب , فكان عنده ما يؤَدي , فلتحتجب عنه)) ـ لا يدل على ما قال : أهل تلك المقالة , لأنه قد يجوز أن يكون أراد بذلك حجاب أمهات المؤمنين، فإنهن قد كن حجبن عن الناس جميعا، إلا من كان منهم ذو رحم محرم. فكان لا يجوز لأحد أن يراهن أصلا، إلا من كان بينهن وبينه رحم محرم، وغيرهن من النساء لسن كذلك لأنه لا بأس أن ينظر الرجل من المرأة التي لا رحم بينه وبينها، وليست عليه بمحرمة إلى وجهها وكفيها وقد قال الله عز وجل {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}... فأبيح للناس أن ينظروا إلى ما ليس بمحرم عليهم من النساء إلى وجوههن , وأكفهن , وحرم ذلك عليهم من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم , لما نزلت آية الحجاب , ففضلن بذلك على سائر الناس ...فكن أمهات المؤمنين قد خصصن بالحجاب ما لم يجعل فيه سائر الناس مثلهن )

17. وبوب السيوطي في الخصائص الكبرى: (باب اختصاصه صلى الله عليه وسلم بتحريم رؤية أشخاص أزواجه وسؤالهن مشافهة) ثم نقل عن الرافعي والبغوي قولهم: لا يحل لأحد أن يسألهن إلا من وراء حجاب، وأما غيرهن فيجوز أن يسألهن مشافهة.


18. نقل البيهقي في السنن الكبرى عن الشافعي قوله: وقد يجوز أن يكون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة إن كان أمرها بالحجاب من مكاتبها إذا كان عنده ما يؤدي على ما عظم الله به أزواج رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أمهات المؤمنين رحمهن الله وخصصهن به وفرق بينهن وبين النساء إن اتقين ثم تلا الآيات في اختصاصهن بأن جعل عليهن الحجاب من المؤمنين وهن أمهات المؤمنين ولم يجعل على امرأة سواهن أن تحتجب ممن يحرم عليه نكاحها (أي مكاتبها).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق