قال الإمام سفيان الثوري: (إنما العلم الرخصة من ثقة ، أما التشديد فيحسنه كل أحد).

التشديد في حقيقته هو الاجتهاد الأسهل وليس الاجتهاد الأفضل

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

دعوي عدم إكمال البنت تعليمها ودخول الجامعة بحجة الاختلاط ؟



السؤال للشيخ مسعود صبري

نحن مجموعة من الشباب نقوم بحملة ضد الإفراط والتفريط في الدين ونناقش سلبيات بعض المتدينيين ومنها قول أن العلوم الدنيوية ليست مهمة والمطلوب فقط تعلم العلم الشرعي وأنا أقوم بتجميع كلام العلماء وعرفت أن الشيخ القرضاوي قال أنه فرض عين في عصرنا هذا وليس فقط فرض كفاية فمارأيك شيخي الفاضل وما رأيك ايضا في الدعوات إلي عدم إكمال البنت تعليمها ودخول الجامعة بحجة الإختلاط ؟


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد:

أختي الفاضلة:

أمة الإسلام هي أمة العلم، لا فرق في ذلك بين رجالها ونسائها، وكما جاء في الحديث " طلب العلم فريضة على كل مسلم"، والمقصود هنا: الرجال والنساء، والخطاب هو بأسلوب التغليب وليس أسلوب الفصل، والآيات القرآنية التي ذكرت فضل العلم لم تفرق بين الرجال والنساء، بل حفظ التاريخ لنا عبر العصور كلها وجود عالمات فضليات كن مع إخوانهن من الرجال، بدءا ببعض أمهات المؤمنين كالفقيهه العالمة عائشة بنت أبي بكر، وأم سلمة وغيرهما.

بل وفي كل العصور وجدت عالمات فقيهات محدثات، حتى قيل: لم تكذب امرأة قط على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحريف الأحاديث والعلم جاء عن طريق الرجال وليس عن طريق النساء.

و المطلوب من الأخت المسلمة أن تشارك أخاها المسلم في التعليم والنهضة بالمجتمع، وأن تتعلم العلوم الشرعية والعلوم الدنيوية، وتتخصص كل واحدة بما تراه مناسبا لها، وأن تجعل هذا سبيلا إلى رفعة الإسلام.

إن القول بإبقاء البنات في البيوت ضرب من الجهل والخبط، وفكر عقيم لا يستقيم، يخالفه الدين والواقع، وهذا الفصل التعسفي بين الرجال والنساء في طلب العلم أخر وما قدم، وفسد وما أصلح، فالمرأة إنسان قبل أن تكون أنثى، والمجتمع المسلم يتكون من الرجال والنساء على حد سواء، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" إنما النساء شقائق الرجالٍ" فالأصل المساواة بين النساء و الرجال مع ملاحظة طبيعة كل منهما المختلفة، والفصل التعسفي لا يشهد له القرآن ولا السنة النبوية المطهرة، وإنما هي أقوال بعض أهل العلم نحسب أنهم ضلوا منهج الإسلام من باب التوسع في سد الذرائع ومنع الفتنة، ولكن مع كل هذا ما منعت الفتنة وليس هذا طريق منعها، إن منع الفتنة هو أن تتقي الفتاة ربها عز وجل، و أن تراقبه في عملها، فنحن لا نقول بالاختلاط في كل صغيرة وكبيرة، ولا نجعل بناتنا حبيسات البيوت، والناظر إلى المجتمع الأول ليلحظ وجود المرأة في المسجد والشارع والسوق وفي الغزوات والحروب، وفي العمل وفي كل شيء، فلا نضيق على بناتنا ما وسعه الله تعالى عليهن، بل عليهن أن يسابقن الرجال في ميادين الخير والطاعة حتى تنهض أمتنا، وأول سبيل ذلك العلم الشرعي والدنيوي، فكلاهما جناح طائر التقدم للأمة.
و الله أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق