قال الإمام سفيان الثوري: (إنما العلم الرخصة من ثقة ، أما التشديد فيحسنه كل أحد).

التشديد في حقيقته هو الاجتهاد الأسهل وليس الاجتهاد الأفضل

الجمعة، 30 مارس 2012

خطورة الفهم المعجمي للسنة


في عصر الرسالة كان الناس يعايشون السنة بكل أبعادها , ويفهمون القرآن العظيم من خلال تلك المعايشة فهما مباشرا واضحا قويا , فظهر تأثيره المعجز في إيجاد الأمة الوسط , الشهيدة علي الناس , المتصفة بالخيريّة التامة , القادرة علي مواجهة أي تحد , المتخطية لأية عقبة , وحين بعد عهد الناس بالرسالة تجسد دور القاموس اللغويّ في فهم النص علي
حساب وسائل وعناصر التفسير والفهم الأخري , وظل دور القاموس يتضخم حتي طغي لدي البعض علي سائر الوسائل الأخري , وأصبح الوسيلة الوحيدة للفهم والتفسير , فولدت العقلية الحرفية المعجمية وترعرعت حتي أصبحت تيارات ضخمة يعمل بعضها خارج إطار الزمان والمكان وحركة الحياة والتاريخ , ويمد معوقات نهضة الأمة بكثير مما تحتاجه من دعائم التعويق والجدل والاضراب ويختزل الإسلام كله في جملة من الهياكل التاريخية والأشكال والصور التراثية ويبني علي المستحيل كثيرا من التصورات والأطروحات , ويتوهم إمكان تكرير الحديث بكل عناصره مرات عديدة , وذلك في الحياة الدنيا محال , فكيف يمكن للدراسات الحديثة للسنة أن تعالج هذه القضايا وتباعد بين العقل المسلم وأخطارها , وتنقذه من هيمنة هؤلاء الذين أوشكوا أن يفرغوا الإسلام من محتواه الثقافي ومضمونه الحضاري , ويحصروه في بعض الجوانب السلوكية الفردية , والصور الجزئية الشكلية , والقوالب اللغوية واللفظية التي لا يمكن أن تقيم مجتمعا أو توجد أمة أو تبني حضارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق